ما يجب أن تعرفه عن العدالة والتنمية

الأحد, أكتوبر 09, 2011


سعيد النورسي
إطلعت هذا الصباح على ملف كامل نشرته إحدى الجرائد الوطنية في ملفها الأسبوعي حول علاقة حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي ببعضهما البغض، التحقيق الذي يحتويه الملف الصحفي وكذلك بعض المعلومات  تلقي الضوء وتشير بشكل واضح إلى ذلك الخيط الناظم والرفيع الذي يربط الحزبين على أكثر من مستوى، ليس على مستوى التسموي أو الإديولوجي أو الإسلامي فقط، وبل حتى على المستويات الحركية والتنظيمية والإستراتيجية، وهذا الخيط إسمه "الحركة النورسية التركية" أو "الطائفة النورسية" كما يحلو لمعدي الملف تسميته. كيف ذلك؟ 
الموضوع فتح شهيتي للحديث عنه كي أشارككم بعض المعلومات كنت أعرفها وبعضها أثراني بها الملف.
جذور "الحركة النورسية" في تركيا تعود إلى بدايات القرن الماضي، و بسبب تغول العلمانية العسكرية الأتاتوركية في تركيا بعد سقوط النظام الإمبراطوري العثماني ظهرت هناك جيوب للمقاومة الإسلامية بداية على المستوى الفكري والروحاني على الأقل، وأبرز إسم يمكن ذكره حينها هو الزعيم الروحي للحركة النورسية و ذو الجذور الصوفية سعيد النورسي (الملقب ببديع الزمان النورسي)، صاحب "رسائل النور" التي تعد مرجعا لأدبيات أغلب الحركات الإسلامية عبر العالم، دعوات هذا المنظر الإسلامي التركي لقت  بداية صدى قويا لها في تربة تغذيها علمانية عسكرية قهرية داخل تركيا لتعرف لها إنتشارا واسعا داخل بلاد الأناضول وبشكل مركز في مجالات التعليم والصحة ثم مؤخرا في المال والأعمال والسياسة (رغم أن مؤسسها لايولي لهذه الأخيرة كامل الأولوية). بعد رحيل مؤسسها الروحي سيبرز نجم إسم مؤسسها الفعلي والحركي، فتح الله كولن، يرجع الفضل لهذا الرجل أنه عراب هذه "الطائفة" على مستوى العالم الإسلامي وأخص بالذكر هنا كل من المغرب وتونس الذي أولاهما الإهتمام عبر "النهضة" في تونس "العدالة والتنمية" (أو التوحيد والإصلاح) في المغرب بإنشاء مؤسسات تعليمية ومشاريع إستثمارية تعرف تزايدا كبيرا خاصة في طنجة وفاس والبيضاء والرباط، كما التركيز على البعثات التعليمية والمواهب الشبابية كمادة خام.
فريد الأنصاري
أما جذور الفكر النورسي في المغرب فيعود إلى أيام الشبيبة الإسلامية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عبر بعض الإستلهامات من "رسائل النور" وبعض الدراسات التي أجراها أعضاء من الحركة حولها، لكن هذا الفكر لم يتبوثق بشكل كبير إلا بعد ظهور حركة التوحيد والإصلاح في بداية العقد الأخيرمن القرن الماضي ثم تأسيس حزبي العدالة والتنمية في سنوات متقاربة في كل من تركيا والمغرب ثم بعدها ليحمل لواء هذا الفكر الحركي بشكل بارز الداعية الراحل فريد الأنصاري (رحمه الله) ليضحى كلمة السر على المستوى التنظيري -على الأقل- لهذا التيار بالمغرب. كما بروز مشاريع ثقافية (كمجلة الحراء) وأخرى إستثمارية يديرها ويرعاها أبناء العدالة والتنمية.. تسألون التركي أم المغربي؟ لايهم، إختاروا ماشئتم. الأهم أن في عالم السياسة لكل شيء خلفيات وضوابط عليك أن تفهمها ثم بعد ذلك إن أردت خض غمارها وإركب سفينتها، لكن لاتنسى أن تحمل معك بوصلة دقيقة المغنطة، والأكثر أهمية من ذلك هي ساعة سويسرية أدق من أجل التوقيت.. آه نسيت أمرا قد لا يقل أهمية، أن تجيد السباحة فإعلم أنك على ظهر سفينة وكل شيء وارد!

You Might Also Like

4 تعليقات

  1. حزب العدالة و التنمية حزب يستحق الثقة في الفترة الحالية

    ردحذف
  2. رحم الله الدكتور فريد الأنصاري
    عالم لم يعط حقه من التعريف

    ردحذف
  3. أتعرف أخي سعيد أن بديع الزمان النورسي كان قاب قوسين من أن يكون مجدد القرن الماضي عوض حسن البنة.
    أما الان فرق شاسع بين الرجل الطيب أردوغان والمسمى بنكران هذا

    ردحذف
    الردود
    1. ليست مسألة مجدد القرن. الأمر كله في "وقل اعملوا..."

      حذف

Popular Posts

Like us on Facebook

Flickr Images