طيلة الأيام الأخيرة دخل الإعلام المغربي في فصول هيتشكوكية بطلها "دفاتر تحملات" السي الخلفي، وحتى لا أدعي أو أوهم القراء بإطلاعي على الموضوع و إصدار الأحكام المسبقة والجاهزة عما يدور لمجرد أن الوزير الفلاني "معقول" أو أن القناة العلانية "مدرْحة"، وحتى لا أبدوا في منزلة المصطف مع طرف ضد آخر، أود فقط الإشارة إلى بعض النقاط التي على المتابعين لهذا المسلسل عدم تجاوزها أو إغفالها، أولها أن هذه الدفاتر ليست قرآنا منزلا حتى لا يطعن فيها أو يُعدل منها بغض النظر عن مصداقيتها او دستوريتها وذلك بشهادة رئيس الحكومة نفسه بعد الإستضافة الملكية إياها، إضافة إلى أن هذه الدفاتر لم تُحل على المجلس الحكومي ولم تبدي جميع أطراف الحكومة رأيها فيها لأن فرض هذه الدفاتر هو قرار سياسي أكثر منه إجراء إداري، كما أن إستفراد السيد الخلفي بنية صادقة وحسنة بقرارات دفتر التحملات وتنزيلها في رأيي كان خيارا خاطئا رغم أن الأمر يدخل ضمن صلاحياته المطلقة كوزير للإتصال إلا أن الظرفية السياسية للبلد والتمرين الديمقراطي في المغرب لا يسمح كثيرا بهكذا مبادرات حتى تتحمل كل أطياف الحكومة تبعات الدفاتر ولايكون السيد وزير الإعلام "الإخواني" وحده أمام مدافع الإنتقادات، أما في ما يخص تصريحات سليم الشيخ فما أظنها إلا مجرد جعجعة أو صدى لما يردده بعض الحيتان الكبيرة في الكواليس، وكما أسلفت سابقا قضية دفاتر التحملات هي قضية رأي عام وليست مجرد مسألة تقنية حتى يحدث حولها مدير مؤسسة إعلامية (موظف) كل هذه الزوبعة وليترك شأنها للمجتمع المدني والفاعلين (بين قوسين) السياسيين.. هي قضية سياسية بالأساس وليست تقنية إجرائية.
وقبل أن أغلق هذا الموضوع أدعوا حكومة السيد بنكيران وخاصة فصيله الحزبي إلى الإنتقال من الفانتازية السياسية وتسيير النوايا الحسنة إلى التشمير على السواعد ومجابهة الواقع كما يفقهه ويتفق عليه الجميع بدلا من إستخدام ما كانت قد أسمته حكومة الإشتراكيين السابقة "جيوب المقاومة" كشماعة لتعليق إخفاقات حكومتها.
أراد صحفي إجراء تحقيق عن معيشة المغاربة وكيف يستطيعون إدارة أحوالهم أثناء الأزمات:
قال الصحفي للعامل: كيف أحوال العمل؟
العامل: بخييييير والحمد لله، لّي لقى صحيحتو و...ـتو يحمد الله.
الصحفي: هل الأجر الذي تتقاضاه يلبي طلبات الحياة.
صمت العامل لحظة، ثم قال: الحامدين الشاكرين.. سلك.
الصحفي: كم راتبك.
العامل: ألف وخمسمائة درهم.
الصحفي: هل تملك بيتا أم تستأجره.
العامل: كاري.
الصحفي: بكم.
العامل: ألف وخمسمائة درهم.
إستغرب الصحفي: واش كتاكل؟
العامل: مول الكرا !
أبهرتني تللك المبادرة التي قامت بها جمعية "إئتلاف مراكش" يوم أمس الأحد بساحة الحارثي بالمدينة الحمراء، الفكرة كانت تكوين أكبر تجمع للقرا ء في الهواء الطلق بالمدينة والهدف منها التشجيع على القراءة بمبادرة هي الأولى من نوعها في المغرب، حيث نجحت الجمعية في جمع أزيد من 600 قارئ بالساحة تحت شعار "قارئ اليوم.. قائد الغد".
ويبدوا أن التحضير لهذه التظاهرة لم يكن بالأمر الهين على اللجنة المنظمة والساهرين على إنجاح هذه الفكرة في محيط لا يحفل كثيرا بالمعرفة وتحصيلها كسبيل للتنمية والنهضة، وحينما أتحدث عن المحيط لا أقصد بالضرورة الأسرة أو المجتمع بقدر ما أوجه أصابع اللوم إلى السلطات والدولة خاصة التي أقبرت هذا النوع من الأنشطة بتركيزها على " الهشيك بيشيك" وتظاهرات هز الخصر ومهرجانات الرقص والميوعة حيث تصرف الملايير من خزينتها ومن أموال الشعب والمساكين واليتامى والتكالى بدون أدنى فائدة وبأقصى درجة من الضرر... تحية إذا لـ"إئتلاف مراكش".
بعد ثلات ساعات ونصف من كتابة هذا الإدراج سيحبس الملايين الأنفاس عبر العالم ويتصنمون أمام الشاشات في البيوت والمقاهي والنوادي والمحلات وعلى الأرصفة والساحات العمومية والشبه العمومية والحانات والكبريهات وفوق الأرض وتحت الأرض، أينما حللت وإرتحلت. بعد ثلاث ساعات ونصف من كتابة هذا الإدراج ستغلي الأعصاب وتبقبق، وخفقان القلوب سيزداد شدة وترى الناس "سكّرة" وماهم "بسكّرة" ولكن سحر الكرة شديد. بعد ثلاث ساعات ونصف سيقرأ الشوالي الأشعار ويتفنن محمد علي في القوافي وسيف في "ياسلااام!". بعد ثلاث ساعات ونصف من الآن ستبدأ كبريات الشركات في حصد الذهب عبر الإعلانات وحقوق البث، و يبدأ مالك المقهي في فرك يديه تأهبا لمداخيل الليلة، وبعد ثلاث ساعات ونصف من الآن سيتشاجر صديقَيّ عمر البارصاوي وإدريس الريالي على تدخلات بيبي وراموس الخشنة وتمثيليات بوسكيس وألفيس الماكرة وإنسلالت رونالدو القوية ومراوغات ميسي الساحرة بينما أتجنب جدالهما وأنسل إلى الحمام حيث أجد راحة وسحرا أكبر.
أيام قليلة ويعود الصحفي رشيد نيني ويعانق الحرية، لكن بعد ماذا؟ بعد مرحلة سوداء مرت فيها الصحافة المغربية داخل نفق مظلم كان نيني وصحفيين آخرين دفعوا فيها ضريبة أصواتهم الحرة بغض النظر عن طريقة وأسلوب كل واحد منهم في طرح وتناول الأحداث، سيعود رشيد نيني الذي لم يكن الكثيرون يوافقون في كل ما كان يذهب إليه خاصة لسانه السليط على زملاءه في المهنة الذين لم يسلموا بدورهم من جرأة قلمه ورأيه اللاذع المصيب أحيانا والمخطئ أحيانا أخرى، هي تلك الجرأة التي كانت قد دفعت به إلى الدوس على خطوط حمراء داخل دهاليز الدولة والإستخبارات لم يكن لأحد أن سبقه بتلك الجسارة إليها فكان مآله السجن وبئس المصير، سيعود رشيد نيني بعد متغيرات عديدة على الساحة تحتاج منه إلى نفس جديد، سيعود رشيد نيني وقد جرت تحت الجسر مياه كثيرة، منها ما وصفه البعض"بالإنقلاب" الأبيض عليه داخل الجريدة وتمرير إدارتها إلى شخص آخر ما يعني أن وضعه داخلها بعد السجن لن يكون كما كان من قبل. وإلى أن يعود قريبا وبعد أيام سنتأكد هل قُلمت أظافره كما أراد البعض أم أن حبر قلمه لن يجف.
كان الحديث عن معدات وآلات ضخمة تنوي الشركة إستيرادها من الخارج، و في سياق الحديث جاء السؤال: ولما لا تجرب الصناعة الإسرائيلية؟، كان الجواب من مديري بنوع من الإحتقار للسؤال والسائل كذلك: إسرائيل لا دخل لها في مجال عملنا، إلا إن كنا نشتغل على الصناعة الحربية، أشهد أنها بارعة في مجال الحرب... السؤال كان من أحد زبناء الشركة اليهود.
بالنسبة لي لم يكن ذلك مجرد حديث عابر، بل خلف لدي إنطباع سيء عن هذا اليهودي المغربي الأصل، هذا أولا، أما ثانيا فقد تساءلت ما الذي يدفع بمواطن مغربي بأن طرح سؤالا مبطنا بإقتراح خطير بكل هذه الجرأة وبدون تحفظ أو حرج؟
حفل ليهود إسرائيليين مغاربة |
تعليق من ثمانية كلمات إستطاع أن يُنشأ فيّ بعض الأرق و القليل من صداع الرأس مع الكثير من الفضول والرغبة الجامحة في معرفة المغزى والقصد والرسالة من سهم طائش أطلقته سناء "في سطوري". التعليق كان الآتي: "الٱن فقط تأكدت أنك من مواليد برج الحوت..".
سياق هذه العبارة يعني أن سناء كانت تتوقع أن أكون من مواليد هذا البرج، كيف؟ لا أدري.. ربما من خلال متابعتها لمدونتي وكتاباتي وهذا يعني أن لها فطنة وقدرة هائلة على تقييم الأشخاص، أم أنها لامست شيئا من مميزات برج الحوت من خلال أحاديثي وثرثرتي على النت، أم لأنها هي كذلك من مواليد هذا البرج،أم مجرد حدس... كلها إحتمالات!
لكن ما أنا متأكد منه تلك الإبتسامة الماكرة والشريرة المرتسمة على وجهها والتي رافقت كتابتها للتعليق، لأنها وجدت شخصا آخر يشاركها الإمكانات الهائلة التي يتميز بها "الحيتان" عطفا على ما كتبتُ في موضوع سابق.
قررت أن أقاطع برنامج arabs got talent ليس لأنه لا يعجبني، ولكن صراحة لأنه لا يعرض علينا أصحاب المواهب الحقيقية والخارقة التي إستطاعت أن تصنع الفارق في حياتنا ومعيشتنا اليومية، وليس مجرد شباب يطلبون الشهرة وتحدوهم الرغبة في إعتلاء منصة النجومية والمسير تحت الأضواء.
أصحاب هذه المواهب الحقيقية التي أتحدث عنها، والتي أتمنى أن تُعرض في برنامج خاص وليس في برنامج للمبتدئين، لا يحبون إخراج موهبتهم إلى العلن ويصل بهم حد التواضع إلى عدم الرغبة في الشهرة ويسيطر عليهم الخجل كلما سطع نجمهم والإرتباك كلما سلطت عليهم الأضواء. أصحاب هذه المواهب الفذة التي أتحدث عنها ينضوون تحت لواء موحد وهم أعضاء في نادي واحد رغم أن بلدانهم شتى، فكروا ثم فكروا فقدروا.. فإختاروا لهذا النادي إسم "الفساد".
الفساد إضافة إلى كونه ناديا لأصحاب هذه المواهب، هو كذلك كائن غريب، رغم أنه لا يحب الشفافية فهو كالماء والهواء لاطعم ولا لون له، وإما عاصفة هوجاء أو طوفان جارف. قولوا لي أي فرق صنع الذين تأهلوا أو فاوزا في النسخة الماضية لهذا البرنامج.. أكاد أقول لاشيء على الأرض الواقع. لكن نادي الفساد إستطاع صنع الكثير، الكثير من الفوارق وليس فرقا واحدا، فوارق إجتماعية جعلت الإنسان يأكل أخاه الإنسان، وفوارق إقتصادية جعلت مما في خزانة الدولة أثرا بعد عين، وفوارق ثقافية جعلت من الأمية تنزل بالمواطن إلى تحت الصفر... وهلم جرا من الفوارق.
كي تفقر شعبا أو تفلس بلدا أو تشعل حربا بالله عليك أي موهبة هذه تحتاج، وهذه هي موهبة العرب الحقيقية.
اعذروني هذه المرة لأنني لم أجد أحدا أو شيئا أمارس عليه ساديتي غير لوحة مفاتيح حاسوبي، وهي بالمناسبة الوجهة الأمثل لدى كثيرين لتفريغ مكبوتاتهم وبث أحزانهم وممارسة ساديتهم كما سأفعل الآن.
تبا للعالم، بالطبع ذلك العالم الذي أكرهه وخاصة الجزء منه الذي لا أستطيع مواجهته، تبا لكل من صفعني مرة ولم أرد له الصفعة صفعتين، تبا لكل من خانني أكثر من مرة وصدقته لمرات، تبا لكل من غمز ولمز من خلفي وقبل ذلك بادلني الإبتسام ، تبا لمن إستغل طيبتي فحاول هضمي، تبا لمن ظنني ساذجا وأنا على مكره حليم، تبا لمن ظن طيبتي ضعفا وغض الطرف مني سذاجة وغباءا، تبا لمن رآني أمسك العصى من الوسط ففكر أن يجلسني عليها، وتبا ثم ألف تب لمن لعظيم غباءه يحسب نفسه الأشطر و الأذكى.
بعد "الماح ماح" التي شاهدت بنكيران يقوم بها في المعرض الحربي إياه، تذكرت السي المناضل يوم كان يقيم الدنيا ولا يقعدها تحت قبة البرلمان دفاعا عن العفة والأخلاق الحميدة، وأكثر ما كان عالقا بذهني يوم بهدل تلك الصحفية المسكينة بالدوزيم يوم سخط عليها الله ودخلت إلى القبة التشريعية تصور السادة البرلمانيين الأجلاء والمحترمين و هي ترتدي "ديباردو" يعري على كتفيها ويخل بالآداب العامة أمام السادة النواب المبجلين. يومها تارث ثائرة سي بنكيران وحمل سيفه الدونكيشوطي وراغ ضربا بالأعناق، حتى أن السيدة الصحفية ما كانت عرفات مادير وتلفات، وثارت بعدها موجة من النقاشات والإنتقادات لم تهدأ إلا بعد أمد... فهل تتذكر ياسي بنكيران.
كان ذلك منذ زمن، أما الآن، فالحكومة تجُبُّ ما قبلها، و القبلتين الحميميتين التي تلقاهما السيد رئيس الحكومة من حرم السفير الأمريكي "تلفوه" إلى درجة أنه لم يشعر بمن حوله، وما كان عليه إلا أن يشد الأرض ويستغفر عشرا، لكنه إختار تلك الضحكات المجلجلة والتي تبدوا للعيان أنها مصطنعة فحاول بها إخفاء إرتباكه.
وبدون هزل،أنصح السيد الرئيس أن يأخد له دروسا في الإتيكيت وحسن إدارة المقابلات واللقاءات الرسمية حتى لا يسقط مرة أخرى في مثل هذه المواقف المحرجة والكاريكاتورية.. ليس عيبا.
وبدون هزل،أنصح السيد الرئيس أن يأخد له دروسا في الإتيكيت وحسن إدارة المقابلات واللقاءات الرسمية حتى لا يسقط مرة أخرى في مثل هذه المواقف المحرجة والكاريكاتورية.. ليس عيبا.
مرحبا بالعالم,,, من جديد
لاتسألني لماذا عدت للتدوين ولا تقل لي ما سبب هذا الغياب ولا تسأل أرجوك هل هي عودة ميمونة ستستمر أم هي مجرد طلة موسمية، وأسألك إن كان بالإمكان أن لا تكثر من الأسئلة عن سبب الإختفاء القسري الذي تعرضت له من التدوين وعلى شبكة الأنترنت عموما، وهي أسئلة وتعليقات كثيرة لا أستطيع حصرها أو توقعها أوحتى وضعها ضمن قائمة الإحتمالات الواردة.. رجاءا هي مجرد تدوينة أملى علي مزاجي و''كَانتي'' القيام بها بشكل عابر ووجيز.
تحياتي لمن سأل ولمن لم يسأل ولمن لم يهتم بالسؤال :)