هناك صنف من التدوينات ترغمني -صراحة- على مقاومة حالة جارفة من القرف والغثيان كلما قرأت أولى أسطرها فما بالي بإكمالها. ردة فعل طبيعية قد تصيبك وأنت تحشر بأنفك في قمامة من “تدوينات” ل “مدودين” يظنون أنهم كلما ركزوا على قاعدة “خالف تُعرف” سيحققون لأنفسهم ولمكبوتاتهم (عفوا مكتوباتهم) شيئا من المقروئية، ولذلك تجدهم يركزون في مدوناتهم على ما يسمى بالطابوهات، وخاصة منها الطابوهات الثلاث (الدين والسلطة والجنس)، فتصل بهم أحيانا الوقاحة إلى السخرية من الذات الإلاهية والترويج إلى موضة الإلحاد البائدة منذ سبعينيات القرن الماضي أو السخرية من مقومات الهوية المغربية…
مؤخرا قرأت “تدويدات” تصف المسلمين والعرب بالمنافقين وبأقدح الأوصاف وأن سفن كسر الحصار ليست إلا “لعب أطفال”، وبالمقابل وقعت أعين هؤلاء “المدودون” على إسرائيل فوجدوها ملاكا من السماوات على أرض فلسطين، وواحة لحقوق الإنسان والديموقراطية والتقدم، وقعت أعينهم على أقذر نظام (إنسانيا) في العالم فوجدوه كيانا يستحق التقدير والإجلال والتبجيل والإحترام…
هنا أرغمت نفسي على ألا تصاب للمرة المائة بالغثيان وحاولت أن أقنعها أن هؤلاء أشبه بالذباب .. لأن أعينهم لا تقع إلا على القاذورات.